في جنوب قطاع غزة، تتفاقم مأساة النازحين مع دخول مربعينية الشتاء، حيث يواجه عشرات الآلاف ظروفًا قاسية تفاقمها الأمطار الغزيرة، ونقص الأدوية، وانتشار الأمراض بين الأطفال وكبار السن، في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة.
مربعينية الشتاء تكشف حجم المأساة
شهد القطاع أمطارًا غزيرة أدت إلى غرق أكثر من 10 آلاف خيمة، وفقًا لتصريحات جهاز الدفاع المدني. هذه الظروف فاقمت معاناة النازحين المكتظين في خيام بالية، ما أدى إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي والهضمي بشكلٍ واسع، خاصة بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وضعف المناعة.
الدكتور محمود القانوع، طبيب الأنف والأذن والحنجرة، أكد أن هذه الأوضاع تتطلب رعاية طبية متواصلة ومتابعة دقيقة، لكن نقص العلاجات وانعدام الفحوصات المخبرية وصور الأشعة يزيد من خطورة الوضع. وأوضح أن الخيام لا تحمي سكانها من برد الشتاء القارس، مما يزيد من تفاقم الأمراض ويهدد حياة النازحين بشكل مباشر.
استغاثات بلا صدى
بين صرخات الأطفال وأنين المرضى، يعجز النازحون عن توفير أدنى سبل العلاج. أحد الآباء قال بحرقة: “طفلتي أصيبت بارتفاع الحرارة ولم أتمكن من العثور على مسكن بسيط، هل ننتظر حتى نموت؟”.
فيما صرخ نازح آخر غاضبًا: “الاحتلال يمنع كل شيء، حتى الأدوية الضرورية. أطفالنا يموتون بردًا ومرضًا، ولا أحد يسمعنا”.
أزمة دوائية خانقة
الصيدليات والعيادات الطبية في القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية، بما فيها أدوية الأمراض المزمنة والجلدية، والمسكنات، وأدوية الرشح والسعال. وأكد الصيدلي خالد خليل أن الاحتلال يمنع إدخال المستلزمات الطبية، في محاولة منه لتعميق الأزمة الإنسانية.
نداء إنساني للعالم
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أطلق نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي وللمنظمات الإنسانية لإنقاذ مئات الآلاف من النازحين قبل فوات الأوان. وأكد أن الاحتلال يمنع إدخال 250 ألف خيمة وكرفان إلى القطاع، ما يُبقي النازحين عرضة للموت في ظل الظروف الجوية القاسية والحصار الخانق.
وفي النهايه إذاعة صوت الوطن
من وسط العواصف وتحت خيام مهترئة، تُكتب حكايات ألم وصمود لا تنتهي. النازحون جنوب غزة يواجهون الموت البطيء وسط صمت دولي مخزٍ وعجز عن مواجهة ممارسات الاحتلال الوحشية. بين برودة الشتاء وشُح الأدوية، تبقى صرخاتهم نداءً لكل أحرار العالم، علّهم يسمعون صوت غزة الذي يرفض الانكسار.
الكلمات المفتاحية: #غزه.