صرخة من تحت النار: مستشفى كمال عدوان بين القصف والتجاهل الدولي
قال مدير مستشفى كمال عدوان د.حسام أبو صفية، «من الأمس حتى الآن، نواجه نفس المشهد: نفس القصف والاستهداف العنيف لمستشفى كمال عدوان»، مضيفا «ما كان جديدًا بالأمس هو وصول سيارات […]
منذ السابع من أكتوبر 2023، ومع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت الضفة الغربية تصعيداً غير مسبوق في وتيرة الاستيطان والاعتداءات التي ينفذها المستوطنون تحت حماية جيش الاحتلال. هذه الجرائم جاءت ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين، وتثبيت الوقائع على الأرض بما يتماشى مع مخططات الاحتلال طويلة الأمد، في ظل غياب المساءلة الدولية وتواطؤ القوى الكبرى.
ويرى مراقبون أن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية خلال هذه الفترة عكس نية الاحتلال لتعزيز سيطرته على الأراضي الفلسطينية من خلال تكثيف المشاريع الاستيطانية الكبرى. ومن أبرز هذه المشاريع، توسيع مستوطنات مثل “أريئيل” و”معاليه أدوميم”، ومخطط “E1” الذي يهدف إلى فصل القدس عن محيطها الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، أُعلن عن بناء وحدات استيطانية جديدة في الأغوار الشمالية والجنوبية، والتي تعد بمثابة الشريان الزراعي والاقتصادي للضفة الغربية، في محاولة لعزلها عن باقي المناطق.
ووفق مراقبين كانت انتهاكات المستوطنين أبرز مظاهر العدوان في هذه الفترة. حيث شهدت القرى الفلسطينية سلسلة من الاعتداءات المنظمة، حيث استهدفت المجموعات الاستيطانية المدعومة من قوات الاحتلال المدنيين وممتلكاتهم في قرى مثل حوارة وبيت دجن وترمسعيا، وتعرضت منازل الفلسطينيين للحرق، والمركبات للتدمير، والممتلكات للنهب، بينما أُجبر العديد من المواطنين على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح.
ولم تتوقف هذه الانتهاكات عند استهداف الأفراد والممتلكات، بل طالت الأراضي الزراعية أيضاً. فقد مُنع المزارعون الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم، خاصة خلال موسم قطف الزيتون، وهو ما حدث في عدة مناطق مثل سلفيت وجنين. كما أقدمت قوات الاحتلال على تجريف مساحات واسعة من الأراضي الخصبة لصالح التوسع الاستيطاني، ما أثر بشكل مباشر على سبل عيش الفلسطينيين.
وفي إطار تعزيز السيطرة الاستيطانية، نفذ الاحتلال سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى خنق الفلسطينيين وعزلهم عن محيطهم. ومن أبرز هذه الإجراءات، إنشاء شبكة طرق استيطانية تربط بين المستوطنات المُقامة في مختلف أنحاء الضفة، ما أدى إلى تقطيع أوصال القرى الفلسطينية. كما تم الإعلان عن تحويل مساحات واسعة إلى “مناطق عسكرية مغلقة”، وهو ما حدث في جنوب الخليل وشمال الأغوار، مما يمنع المواطنين من استخدامها حتى لأبسط الأنشطة اليومية.
ومع اشتداد العدوان على غزة، استفاد المستوطنون من انشغال الرأي العام العالمي بحرب الإبادة في القطاع، وصعّدوا اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين في الضفة. هذه الاعتداءات التي جاءت بتواطؤ واضح من حكومة الاحتلال والجيش، حيث مثلت جزءاً من مخطط استراتيجي يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التوسع الاستيطاني خلال هذه الفترة.
كان من أبرز الأحداث التي شهدتها الضفة الغربية مجزرة حوارة في مارس 2024، حيث اقتحمت مجموعات من المستوطنين البلدة بحماية جيش الاحتلال، ما أسفر عن مقتل ثلاثة فلسطينيين وإصابة العشرات، وحرق عشرات المنازل. كما شهدت نابلس والخليل اعتداءات مماثلة على دور العبادة، أبرزها اقتحامات المسجد الإبراهيمي والحرم القدسي الشريف، في استفزاز واضح لمشاعر الفلسطينيين.
إلى جانب ذلك، استمرت الانتهاكات بحق المزارعين خلال موسم الزيتون، حيث تم سرقة المحاصيل وتخريب مئات أشجار الزيتون، في محاولة لإضعاف صمود الفلسطينيين واستنزاف مصادر رزقهم.
وتأتي هذه الانتهاكات في سياق دعم كامل من حكومة الاحتلال للمستوطنين، إذ خصصت ميزانيات ضخمة لتوسيع المستوطنات وتطوير بنيتها التحتية، وشرعنت عشرات البؤر الاستيطانية العشوائية، فضلاً عن تشديد القيود على حركة الفلسطينيين، ما يزيد من معاناتهم اليومية.
وقال المراقبون إن هذا التصعيد المستمر للاستيطان والانتهاكات ضد الفلسطينيين يعكس استراتيجية الاحتلال القائمة على استغلال الأزمات لتسريع تنفيذ مخططاته وفرض وقائع ميدانية جديدة، في ظل غياب محاسبة دولية حقيقية، ما يدفع الفلسطينيين إلى مقاومة هذه المخططات والوقائع الميدانية بكل الوسائل المتاحة.
وأوضح المراقبون أن هذه المرحلة خطيرة في تاريخ الاستيطان الإسرائيلي، حيث شهدت هذه الفترة تصعيداً غير مسبوق على كافة الأصعدة، ومع ذلك، فإن صمود الشعب الفلسطيني يبقى السلاح الأقوى في مواجهة هذه المخططات، حيث يواصل الفلسطينيون تمسكهم بأرضهم وحقهم في الحياة رغم كل محاولات التهجير والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
المصدر: إذاعة صوت الوطن
الكلمات المفتاحية: غزة, الاستيطان, المستوطنين, العدوان الإسرائيلي, التوسع الاستيطاني.
قال مدير مستشفى كمال عدوان د.حسام أبو صفية، «من الأمس حتى الآن، نواجه نفس المشهد: نفس القصف والاستهداف العنيف لمستشفى كمال عدوان»، مضيفا «ما كان جديدًا بالأمس هو وصول سيارات […]
الأحد | +18° | +13° | |
الاثنين | +20° | +13° | |
الثلاثاء | +21° | +15° | |
الأربعاء | +19° | +15° | |
الخميس | +18° | +15° | |
الجمعة | +17° | +15° |