يصادف اليوم الثامن من كانون الأول الذكرى السابعة والثلاثين لاندلاع الانتفاضة الأولى، المعروفة بـ”انتفاضة الحجارة”، التي فجّرها شعبنا الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. كانت هذه الانتفاضة التي امتدت من عام 1987 إلى 1993 من أبرز مراحل النضال الوطني، حيث جسدت وحدة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بجميع السبل الممكنة.
بدأت شرارة الانتفاضة من مخيم جباليا في قطاع غزة، إذ وقعت حادثة دهس مروعة راح ضحيتها أربعة عمال فلسطينيين قرب حاجز بيت حانون “إيريز”. ونتيجة لذلك، انطلقت مظاهرات غاضبة وعفوية عمّت المخيمات والمدن الفلسطينية، حيث تحول هذا الغضب الشعبي إلى مواجهات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.
علاوة على ذلك، تدحرجت الانتفاضة من جباليا إلى نابلس ومخيم بلاطة، لتشمل كل أرجاء الوطن الفلسطيني، ما أدى إلى تصاعد المواجهات وتزايد التضحيات.
في هذا السياق، قدم الفلسطينيون آلاف الشهداء والجرحى وعشرات الآلاف من الأسرى، ورغم ذلك، ظلوا متمسكين بأهدافهم النضالية، ما جعل الانتفاضة رمزاً خالداً للصمود والتحدي.
وعلى الرغم من مرور 37 عاماً على هذه الانتفاضة، إلا أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش ذات المعاناة ويخوض نفس المعركة. إذ إن ما يحدث اليوم في قطاع غزة والضفة الفلسطينية يؤكد أن جذوة المقاومة لم ولن تنطفئ. فغزة، التي تتعرض للعدوان المتواصل منذ أكثر من عام، تُظهر صموداً أسطورياً أمام الدمار والحصار، مستلهمة روح الانتفاضة الأولى. وفي الوقت نفسه، فإن الضفة الفلسطينية تشهد تصاعداً يومياً في المواجهات، حيث يواجه الفلسطينيون عمليات الاقتحام والاعتقالات بصمود لا يقل عن ذلك الذي أظهرته الأجيال السابقة.
علاوة على ذلك، يتجلى الرابط الواضح بين انتفاضة الحجارة وطوفان الأقصى في وحدة الهدف والإصرار على مقاومة الاحتلال مهما بلغت التضحيات. فكما واجه الفلسطينيون الدبابات بالحجارة عام 1987، يواجهون اليوم القصف والحصار بصلابة وعزيمة لا تلين، مما يؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت حاضرة في وجدانهم.
ومن جهة أخرى، تذكرنا هذه الذكرى بأن النضال الفلسطيني ليس حدثاً عابراً في التاريخ، بل هو مسار طويل وممتد، تعكسه انتفاضات الشعب وصموده المستمر. وبالتالي، فإن ما يحدث اليوم في غزة والضفة هو امتداد طبيعي لتلك الانتفاضة التي زرعت الأمل في التحرير والعودة، وسيظل الشعب الفلسطيني، رغم كل الظروف، متمسكاً بحقه في الحرية والاستقلال.
الكلمات المفتاحية: غزة, الضفة, طوفان الأقصى, الانتفاضه.