• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right ألاء القطراوي «خنساء الألفية الثالثة» …ترثي ملائكتها الاربعة

أخبار

ألاء القطراوي «خنساء الألفية الثالثة» …ترثي ملائكتها الاربعة

wesam 7 سبتمبر، 2024 34


Background
share close

شيماء ناصر الدرة

حسبيْ من الله صبراً أنّهُ فعّالْ…. لو كان شراً فلمْ تنفذْ بهِ الأفعالْ

حسبيْ من الله صبراً أنّهُ الله…. لو كانَ شراً فما خطّتْهُ يُمناهُ

يفعلُ الله ما يشاءُ بقلبي… لا أرى اللهَ فاعلاً لقبيحِ

ورغم مصابها الجلل الذي يشبه مأساة الخنساء أنشدت هذه الحروف منسوجة بقافيةٍ منتزعة من صدور جميعِ أمهات غزة، قافية أولهاٌ وآخرها فقد، فقد أعمق من حزن يعقوب على فراق يوسف، فقد عاد يوسف إلى حضن أبيه، لكن آلاء لن تعانق أوركيدا، ويامن، وكرمل، وكنان مرة أخرى، فقد حال بين صدرها وأجساد أولادها ركام 3 طوابق أسمنتية لبيت قصفة الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس، بمنطقة السطر الشرقي، بلا أي إنذار.

في جسد آلاء الغزية الحاصلة على شهادة الدكتوراة في النقد والأدب العربي خيط رفيع يذكّرها بأنها أنجبت أربعة أطفال رائعين -بل قل أربعة ملائكة- ، لتبقى وحيدة مع هذا الخيط الرفيع، يذكرها أنها خنساء عصرنا بينما كنت أظن أن قصة الخنساء، ستظل متفردة، وعصية على النسيان، لم أكن أتخيل أنه بعد مرور أكثر من 1400 عام ستطل علينا قصة خنساء جديدة..

الشاعرة الفلسطينية الحاصلة على العديد من الجوائز في الشعر العربي تثبت بالصورة والكلمة الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفالها الأربعة، فتقول: بدأت المأساة عند اجتياح الاحتلال الإسرائيلي مدينة خانيونس ، وفي منتصف ديسمبر الماضي، حاصر جيش الاحتلال منزل زوجها واعتقله، ضمن حملته المسعورة على غزة، ومنع المحتل الأطفال من مغادرة بيتهم، ثم قصف عليهم المنزل بعد أسبوع من الحصار”.

هاتفها طفلها يامن البالغ من العمر ثماني سنوات فقط، كانت مكالمة خفية وقال لها إن جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين حاصروا المنزل فجروا جميع أنابيب الغاز الموجودة في المنزل وخزانات المياه وكسروا كل محتوياته، ثم انتشرت الجرافات والدبابات حولهم وهدمت سور المنزل وأجزاءً منه.، فيما راسلتها قريبتها امتنان: “نحن نموت… إنهم يدفنوننا أحياء ويقومون بتجريف المنزل فوقنا”.

سارعت القطراوي إلى إرسال رسائل استغاثة وطلب النجدة لإنقاذ أطفالها وبقية أفراد الأسرة، تواصلت مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأكدت لهم أن أطفالها الأربعة موجودون مع جدتهم وعمهم وزوجة عمهم في المنزل، ولكن ردهم كان سلبياً واصفة إياه بأنه كان في منتهى السوء، ولم يفعل شيئاً متذرعاً أنّ الاحتلال يرفض التنسيق معه، لتحاول مناشدة مسؤولين في وكالة أونروا والكثير من المؤسسات والهيئات الدولية والمحلية، لكن من دون جدوى

بقى الصغار تحت ركام منزلهم لأكثر من أربعة أشهر، إذ ظل الطغاة يمنعون اقتراب ذويهم من البيت الذي صار قبرًا لهم، ورغم شبه اليقين بأنهم قضوا، ظل لدى آلاء الأمل أن يكونوا قد نجوا من القصف جميعًا أو حتى أحدهم، هذه الأشهر الأربعة ترتقي فيها الأرواح ويتآكل الجسد منتظراً الدفن، فتقف كل أبجديات الكون عاجزة عن تحمل هذه الجرائم متراكمة بعضها فوق بعض.. يحرم الجريح من الإغاثة ثم يحرم من الدفن شهيداً.

ونعت خنساء العصر أولادها، بكل إيمان ورضا، وكما تعودنا أن نرى أمهات غزة ينعين أولادهن، وقالت: “إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. الحمد لله الذي عظّم أجري بكم، وأحسن عزائي بأن سبقتموني إلى جوار مهجة القلب جدّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبكم يا ماما أننّي لم أنحْ ولم أصرخْ ولم أنهار ولم أجزعْ ولكنني بكيتُ كثيراً ألماً وحسرةً ولوعةً وشوقاً يوهنُ قلبي وجسدي”

ويذكر أن شاعرتنا في العقد الثالث من العمر، و قد كرّمت في مسابقة أمير الشعراء في عام 2017 بصفتها شاعرة فلسطينية متميزة حصلت على جوائز عديدة منها جائزة فلسطين للإبداع الشبابي، والوسام الذهبي في أفضل مجموعة شعرية عام 2011، وجائزة أفضل قصيدة شعرية في فلسطين “عاشقة الصحراء” عام 2017، وكُرّمت من وزارة شؤون المرأة بصفتها سيدة فلسطينية متميزة في مجال الشعر عام 2018.

وكانت أم الشهداء قد كتبت في وقت سابق على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي: “إذا لمْ يتعب القاتلون من قتلنا؟ فكيفَ نتعبُ نحنُ المقتولين من الشهادة؟” ورغم ما يبدو في نثرها وشعرها من أنها قوية وثابتة وصامدة صارحت خنساء غزة متابعيها بقولها: لست قوية، أنا أبكي كل يوم، إننى أبكى مرة، أكتب فيها، وأبكى كلما أعدت قراءة ما كتبته عن أطفالى، ولهم، لكنه الشىء الوحيد الذى أستطيع أن أفعله، فأنا لن أسمح أن يتحول «يامن، وكنان، وأوركيدا، وكرمل» إلى مجرّد أرقام فى حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، سأحاول بكل، وسعى وحتى آخر نفس فى حياتى أن أذكّر العالم بوحشية هذا الاحتلال الوحشى المجرم الذى يشهر أعتى الأسلحة العسكرية فى العالم أمام أجساد الأطفال الغضّة.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close
  • 14

أخبار

هآرتس: الأسرى الفلسطينيون في سجن “مجدو” يتعرضون للتعذيب

wesam 7 سبتمبر، 2024

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، الجمعة، أنها حصلت على توثيقات مصورة تثبت وقوع حالات تعذيب وإذلال داخل سجن “مجدو” بحق أسرى فلسطينيين. وقالت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني إنها “حصلت على توثيقات […]

تفاصيل أكثر trending_flat