ادعت تقارير صحافية إسرائيلية اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال “طوّق وقطّع” شمال قطاع غزة، وأن مدينة غزة والبلدات والمخيمات المحيطة بها “مطوّقة عمليا”، وأنه “نشأ حزام أمني حولها، من شأنه أن يمنع دخول أفراد وإمدادات وأن يسمح بالخروج منها من خلال ممرات يحددها الجيش الإسرائيلي فقط”، لكن هذا لن يمنع حرب استنزاف في مدينة غزة وتتخوف إسرائيل منها، حسبما ذكر المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع.
وتابع برنياع أن الاحتلال فصل شمال القطاع عن وسطه عند وادي غزة، ولا يسمح بالتنقل بين هاتين المنطقتين.
وأضاف أنه خلافا لجولات قتالية سابقة، فإن الاجتياح البري الحالي “عميق، وليس في مناطق زراعية وضواحي المنطقة المبنية فقط وإنما في الأحياء المأهولة بالسكان”.
واعتبر أن الوضع الحالي في شمال القطاع تُنشئ وضعا جديدا وتفتح المجال أمام عدة إمكانيات. “إحدى الإمكانيات هي أن حماس ستفقد ما تبقى من سيطرتها وتتفكك. وستُرفع رايات بيضاء فوق ما تبقى من بيوت في مدينة غزة وستنتشر فوضى في الشوارع”.
وادعى أن “الهدف المركز للحرب تم تحقيقه، لكن سيتم التخلي عن 240 مخطوفا من إسرائيل ليواجهوا مصيرهم. فحماس لم تتفكك بعد”.
والإمكانية الثانية، حسب برنياع، هي اغتيال قادة حركة حماس، وفي مقدمتهم رئيس الحركة، يحيى السنوار. والإمكانية الثالثة أن تواجه المنطقة المحاصرة “كارثة إنسانية”. وفي هذه الحالة “ستمارس الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي ضغوطا على المستوى السياسي (الإسرائيلي) ويتم في نهايتها لجم العملية العسكرية”.
وتابع أن “الإمكانية الرابعة هي أنه بعد انتهاء السيطرة على غزة، ستتوقف القوات مكانها. وبموجب تجارب الماضي، تواجه إسرائيل صعوبة في خوض حرب استنزاف من هذا النوع. ومصطلح ’الدخول إلى الوحل’ سيحتل الشبكات الاجتماعية. والجنود سيبدؤون بالتذمر. والجمهور في الجبهة الداخلية سيغضب من مقتل جنود”.
وأشار إلى أن “هذه الحرب بدأت من نقطة لم يكن مثيلا لها في أي من حروب إسرائيل. ونصف الجمهور فقط يثق بقيادة الجيش؛ و7% يثق بالقيادة العسكرية لرئيس حكومة الاحتلال (بنيامين نتنياهو). وحرب استنزاف في ضواحي غزة هي الأمر الأخير الذي يريده الإسرائيليون”.
والحرب الحالية على غزة والقصف الإسرائيلي الشديد على القطاع منذ 26 يوما، أدى إلى استشهاد أكثر من 8500 فلسطيني، غالبيتهم العظمى من المدنيين وخاصة الأطفال.
وأشار برنياع إلى أن “إسرائيل تخسر في ثلاثة مقاييس هامة لها، هي الوقت والمال والشرعية. والمرحلة الأولى من الحرب تطلبت التحرر من صدمة الكارثة وقصف القطاع من الجو والبحر والبر؛ والعملية البرية كانت المرحلة الثانية؛ ويفترض أن تكون التسوية حول السيطرة في غزة المرحلة الثالثة. وبحسب علمي، لا يوجد للحكومة خطة واضحة في هذا الموضوع، وليس لديها طريقة لتفسير كيف تقود المرحلة الثانية إلى الثالثة”.
الكلمات المفتاحية: غزة, جيش الاحتلال, التوغل البري.