في ظل سيطرة مشاعر من الغضب والألم، شارك العديد من الأشخاص، أمس الخميس، بقدّاس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى، للصلاة على أرواح ضحايا الحريق الدامي الذي اندلع بقاعة للأعراس في البلدة الواقعة في شمال العراق.
وملأت الكنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في البلدة صور عشرات الأطفال مع أمهاتهم ، بعدما قضوا في تلك الفاجعة، وسط تأكيدات بأن غالبية الضحايا من الصغار والنساء.
وجلست نساء متشحات بالسواد على المقاعد الخشبية وبدا الحزن والألم على وجوههن.
فاجعة لن تنسى
وارتجف صوت نجيبة يوحنا البالغة 55 عاماً، بينما عدّدت أسماء أقربائها الذين فقدتهم في الحريق، وقالت: “شعور لا يمكن وصفه، لا أعرف ماذا أقول، شعور قاسٍ جداً وألم حزين بقلبنا، هذه فاجعة لن تنسى أبداً”.
فيما قال رياض حنا البالغ من العمر 53 عاماً، والذي فقد زوجة أخيه وابنتها الصغيرة البالغة من العمر ستّ سنوات أن بلدته قرقوش “عانت كثيراً، وألّمت بها الكثير من المصائب، أثناء فترة سيطرة تنظيم داعش حيث تهجر سكانها، والآن حصلت هذه الفاجعة”.
وتابع غاضباً: “من أعطى موافقة للقاعة هو يتحمل مسؤولية، فالمفروض أن يطلب منه تأمين شروط السلامة”.
وأشار إلى أن هذه المأساة أعادت إلى ذهنه “فاجعة عبارة الموصل” التي غرقت في العام 2019 وقضى فيها نحو 100 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ماس كهربائي
ومن جهته، قال أحد ملاك القاعة ويدعى تشوني سليمان نبو، أن ماساً كهربائياً تسبب في الحريق، على عكس رواية السلطات التي ألقت باللوم على الألعاب النارية التي أشعلت أقمشة سريعة الاشتعال في سقف قاعة الزفاف.
ونفى مالك العقار كل التهم التي وجهت إلى أصحاب قاعة العرس هذه، قائلا: “لم يتم إهمال إجراءات السلامة على الإطلاق”.
فيما أعلنت وزارة الداخلية سابقا أن مواد البناء سريعة الاشتعال أسهمت في الكارثة، واتهمت ملاك القاعة بانتهاك بروتوكولات السلامة والأمن.
بينما قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبدالله الجبوري، بوقت سابق اليوم توقيف 19 شخصاً، لافتاً إلى أن إجراءات السلامة لم تحترم.
Tagged as: العراق, الحمدانية, فاجعة.