استمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في شنّ هجمات دامية على قطاع غزة، مخلّفًا ضحايا جددا وتدميرا إضافيا في المناطق الواقعة خلف “الخط الأصفر”، فيما بدا أن ملامح المرحلة المقبلة من اتفاق غزة لا تزال غير محسومة.
فحركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي أعلن بعض قادتها عن مقترح لتجميد السلاح، ورفض نزعه في الوقت نفسه، ترى أن مفاوضات المرحلة الثانية غير ممكنة في ظل انتهاك إسرائيل التزاماتها في المرحلة الأولى.
أما في إسرائيل، فهنالك إصرار على نزع السلاح من دون شروط، وتشكيك بفاعلية أي قوة دولية في غزة، وانتظار لزيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري، وفي واشنطن، إعلان من البيت الأبيض عن “الكثير من التخطيط الهادئ الذي يجري للمرحلة التالية من خطة السلام في غزة”، وحديث عن عزم واشنطن على الإعلان عن مجلس السلام الخاص بغزة وحكومة التكنوقراط “في الوقت المناسب”، بعدما كانت تقارير أمريكية ذكرت أن الرئيس دونالد ترامب يعمل لإعلان هذا المجلس قبل نهاية العام.
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي لعبت بلاده دورا محوريا في المفاوضات، أن الانتقال إلى المرحلة الثانية “يتطلب خطوات تقع على عاتق واشنطن و(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب”، موضحا في مقابلة مع قناة “الجزيرة” ضرورة “تشكيل مجلس السلام وتسليم إدارة القطاع للفلسطينيين وتأسيس جهاز للشرطة”.
أما في غزة، فشهداء جدد بنيران الاحتلال.. وتفاقمت أوضاع سكان قطاع غزة، خاصة النازحين منهم، بشكل كبير مع بلوغ المنخفض الجوي “بايرون” ذروته أمس الخميس، حيث سجلت وفاة طفلة رضيعة من شدة البرد، وانهيار أحد المنازل، في ظل حصار تواصل قوات الاحتلال فرضه وتحكّمها بالمساعدات الداخلة إلى القطاع.
وتسبب الهطول الغزير للأمطار والرياح الشديدة في غرق واقتلاع العديد من الخيام وانهيار منازل تضررت سابقًا من الغارات الإسرائيلية.