قدّم القيادي في حركة حماس تيسير سليمان موقفه من مسألة نزع سلاح الحركة باعتبارها قضية محسومة من وجهة نظره، موضحا أن سلاح المقاومة وُجد للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولن تكون هناك حاجة لاستخدامه عندما ينتهي التهديد الواقع على الفلسطينيين.
ولفت إلى أن الحديث عن نزع السلاح يتجاهل ما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال العامين الماضيين، إذ لم يكن بحسب وصفه يقدم شيئاً سوى القصف والقتل الجماعي والإبادة، الأمر الذي جعله متهماً دولياً بارتكاب جرائم حرب ومطلوباً للعدالة.
وأشار إلى أن كل تلك المحاولات العسكرية الإسرائيلية هدفت إلى نزع سلاح المقاومة لكنها فشلت بفضل صمود المقاومين.
وشدد سليمان على أن هذا السلاح لم يأتِ من فراغ، بل بُني عبر تضحيات كبيرة، من دماء الشهداء ومعاناة مئات الآلاف من المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
واستعاد تجربة شخصية مع الشهيد يحيى السنوار داخل السجن، حيث كان السنوار يؤكد أن هذا السلاح وجد من أجل تحرير الأرض والدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأنه ما دام الهدف قائماً فلن يتخلى عنه أحد.
وفي سياق حديثه عن مخططات التهجير، اعتبر سليمان أن إسرائيل ما زالت تعمل وفق النهج نفسه الذي حاولت اتباعه منذ عام 1948، وهو السعي إلى أرض بلا شعب. لكنه أشار إلى أن الفلسطينيين صمدوا، وأن أعدادهم اليوم تفوق أعداد الإسرائيليين في فلسطين. وأضاف أن إسرائيل تحاول انتزاع ما لم تستطع تحقيقه بالقوة عبر طاولة المفاوضات، وهو أمر يراه مستحيلاً.
وضرب مثالاً على ذلك بتجربة المفاوض الفلسطيني ممثلاً بمنظمة التحرير والرئيس الراحل ياسر عرفات، مستحضراً مفاوضات مدريد عامي 1991 و1992، حين أعلن إسحاق شامير أنه قادر على المفاوضة لخمسين عاماً دون تقديم أي تنازل حقيقي.
وأوضح أن أكثر من خمسة وثلاثين عاماً مضت دون أن تحقق المفاوضات تقدماً، وأنه منذ قرابة عشرين عاماً لم يعد هناك أي مسار تفاوضي فعّال، بينما واصلت إسرائيل الضغط لانتزاع الاعتراف بكل شيء دون تقديم مقابل، حتى وصلت الأمور إلى مرحلة عدم الالتزام بإطلاق سراح الأسرى.
وخلص إلى أن الواقع اليوم يعكس حالة مقاومة تختلف تماماً عن تلك التي كان الاحتلال يحاول إدارة التفاوض على أساسها.
المصدر: “الجزيرة مباشر”
الكلمات المفتاحية: الإبادة الجماعية في غزةبنيامين نتنياهوحركة حماس, سلاح المقاومه.