القدس المحتلة – إذاعة صوت الوطن
كشفت صحيفة هآرتس أن الإدارة المدنية الإسرائيلية أعلنت نيتها مصادرة 1800 دونم من الأراضي الخاصة في شمال الضفة الغربية، في خطوة وصفت بأنها أوسع عملية مصادرة لأغراض تطوير موقع أثري منذ عام 1967. وتشمل الأراضي المصادرة مساحات واسعة من حقول الزيتون المملوكة لسكان قريتي سبسطية وبُرقة، وقد مُنح الأهالي 14 يوماً فقط لتقديم اعتراضاتهم.
ويعود الموقع الأثري في سبسطية إلى مزيج من الحقبات الرومانية والبيزنطية والإسلامية، ويُنظر إليه إسرائيلياً باعتباره “شومرون”، عاصمة مملكة إسرائيل التوراتية. وكانت الحكومة قد خصصت العام الماضي 30 مليون شيكل لأعمال حفريات وتطوير الموقع، بالتوازي مع مشاريع ترميم في محطة القطار القديمة التي شهدت بدايات الاستيطان في المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي. وتشير خطط المستوطنين إلى شق طريق جديدة للموقع لا تمر عبر القرية الفلسطينية.
وأدانت منظمات إسرائيلية حقوقية الخطوة، إذ اعتبرت حركة “السلام الآن” أن المصادرة تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتمهيداً لتوسيع الاستيطان في منطقة تضم بضعة آلاف من المستوطنين مقابل أكثر من مليون فلسطيني. وقالت الحركة إن سبسطية “موقع تراثي جزء من قرية فلسطينية ومن الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
من جهتها، رأت منظمة “عيمق شفيه” الأثرية أن الحكومة تستخدم الرواية التراثية “كسلاح للطرد والمصادرة”، متهمة السلطات بالسعي لتحويل الموقع إلى “مستوطنة سياحية” تعيد تشكيل هوية المكان وتهويد محيطه.
أما منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في “المناطق”، فأكد أن الخطوة تأتي “بهدف حماية الموقع وتطويره” في ظل “إهمال فلسطيني مستمر”، مشيراً إلى أن المصادرة الحالية مؤقتة ومخصّصة لتعزيز الوصول وتنظيم أعمال الترميم.
الكلمات المفتاحية: الضفة, الاستيطان, سبسطية.