• الرئيسية
  • keyboard_arrow_right أخبار
  • keyboard_arrow_right هدوء هش في غزة: الغزيون بين أمل النجاة وهاجس الحرب المقبلة

أخبار

هدوء هش في غزة: الغزيون بين أمل النجاة وهاجس الحرب المقبلة

wesam 3 نوفمبر، 2025


Background
share close

غزة – خاص إذاعة صوت الوطن – أنسام القطاع

رغم مرور أيام على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال مشاعر القلق والخوف تسيطر على قلوب السكان الذين أنهكتهم شهور الحرب الطويلة. فالأصوات التي تشبه الانفجارات، وتحليق الطائرات في سماء المدينة، كفيلة بإعادة شريط الدمار والنزوح إلى الأذهان.

في غزة، لا أحد يصدق تمامًا أن الحرب قد انتهت. تسير الحياة على إيقاع هدوءٍ حذر، يخيّم عليه سؤال واحد: هل تعود الحرب من جديد؟

يواصل الاحتلال الإسرائيلي إطلاق التهديدات وارتكاب خروقات متكررة للهدنة، ما يجعل سكان القطاع يعيشون توترًا دائمًا، يخشون فيه أن تتحول لحظة الأمان المؤقت إلى فجرٍ جديد من القصف والموت. وبين الحنين إلى حياة طبيعية والخوف من تكرار الكارثة، تتقاطع حكايات الغزيين في مزيجٍ من الأمل المرهق والانتظار القلق.

يقول أحمد عجور (21 عامًا): “ما بقدر أصدق إنو الحرب خلصت فعلاً، كل ما بنسمع صوت نسف أو طيارة، بحس إنو كل شي راح يرجع من أول وجديد.”
فقد أحمد شقيقه الأصغر في الأيام الأولى للحرب قبل عامين، عندما خرج لجلب بعض الملابس من منزل العائلة في حي تل الهوى، دون أن يعلم أن المنطقة أصبحت “حمراء”. أصيب بجروح خطيرة وفارق الحياة بعدما عجزت طواقم الإسعاف عن الوصول إليه. يضيف أحمد: “بنسمع أصوات انفجارات، والطيران ما بيفارق السماء… كيف نعيش بأمان وإحنا مش متأكدين إنو الحرب خلصت فعلاً؟”

أما رباب فايز، وهي سيدة من سكان المنطقة الوسطى، فما زالت غير قادرة على تصديق أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ. تقول: “كنا نحمل شنطة النزوح ونستعد لاجتياح المنطقة، وما كنت متأكدة إذا فعلاً الحرب خلصت أو راح تبدأ من جديد.”

ترى رباب أن الاحتلال يماطل في تنفيذ بنود الهدنة، مضيفة: “الاحتلال بيتحجج بالجثث وبيضع العراقيل حتى ما ننتقل للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار… بحس كأني قاعدة على سطح ساخن، بأي لحظة ممكن ترجع الحرب.”

تستعيد ذكريات يناير حين توقفت الحرب مؤقتًا ثم عادت فجأة بمجازر أكثر قسوة. تقول بأسى: “كنا متأملين إنها خلصت، لكن فجأة رجعت الحرب وطلبوا من أهل الشمال ينزحوا للجنوب من جديد.”
وتختم حديثها بأملٍ حذر: “نتمنى هالمرة يكون وقف إطلاق النار حقيقي… مش لحظات مؤقتة قبل ما يرجع شلال الدم.”

وفي حي تل الهوى، تعيش مي مرشد، أم لأربعة أطفال، حالة مشابهة من الخوف والترقب. تقول بصوتٍ متعب: “كل يوم بنسمع تهديد جديد من الاحتلال بعودة القتال، ما بقدر أعيش بطمأنينة… بحس دايمًا إن الحرب راح ترجع بأي لحظة.”

فقدت مي منزلها في الأيام الأولى للحرب، وبدأت رحلة نزوحٍ مرهقة تنقلت خلالها بين المدارس والملاجئ والمنازل المستأجرة. تروي: “حتى لما استأجرت بيت وقلت خلاص ارتحت، قصفوا العمارة اللي كنت فيها واضطريت أطلع من جديد… ما ظل مكان آمن نحتمي فيه.”

اليوم، تعيش مي في بيتٍ صغير مستأجر لكنها لا تشعر بالاستقرار. تتابع الأخبار بقلقٍ دائم، وتختم قائلة: “بنحاول نعيش طبيعي، نضحك ونقنع أولادنا إنو كل شي تمام، بس الحقيقة إنو الخوف ساكن فينا… وبأي لحظة ممكن يرجع الكابوس من جديد.”

وبينما يحاول الغزيون التقاط أنفاسهم بعد حربٍ أنهكتهم جسديًا ونفسيًا، يظل الأمل لديهم هشًّا كهدنةٍ على الورق، يمكن أن تسقط في أي لحظة تحت أول قصفٍ جديد.
وتزايدت المخاوف لدى السكان مع خروقات الاحتلال لوقف إطلاق النار في ليلة التاسع والعشرين من أكتوبر، التي خلفت أكثر من 100 شهيد في مناطق متفرقة من قطاع غزة، لتعيد إلى الذاكرة حقيقة أن الهدوء في غزة، مهما طال، يبقى مؤقتًا.

الكلمات المفتاحية: .

الخبر السابق
close

أخبار

«الديمقراطية»: متى سيرتقي دور القيادة السياسية للسلطة من رصد وإدانة جرائم جيش الإحتلال والمستوطنين في الضفة، إلى المواجهة وفق استراتيجية وطنية مجمع عليها فلسطينياً؟

Loay 3 نوفمبر، 2025

■ قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان أصدرته اليوم ، إن جرائم الإحتلال وعربدة المستوطنين طيلة سنوات الإحتلال لم تتوقف وتأخذ منحى تصاعدياً سنة بعد أخرى ، إلا أنها […]

تفاصيل أكثر trending_flat